السيرة الذاتية للسيد رياض صاري كهية رئيس حزب توركمن ايلي

ولد السيد رياض صاري كهية رئيس حزب توركمن ايلي في محلة صاري كهية في محافظة كركوك سنة 1956 وأكمل دراسته ألابتدائية والمتوسطة وألاعدادية في مدينة كركوك وقد انخرط في حركة النضال التركماني منذ نعومة اظفاره وكان من المشاركين في ألاضراب الطلابي الشهير الذي نظمه الطلبة التركمان في عموم العراق وفي مدينة كركوك بشكل خاص سنة 1972 بعد أن بادر النظام السابق الى الغاء الحقوق الثقافية التي كان قد منحها للتركمان في العراق سنة 1970 وقام باغلاق المراكز الثقافية والمدارس التركمانية التي كانت تدرس بلغتنا ألام وبعد هذا التاريخ وكنتيجة للمارسات الظالمة والقمعية للنظام السابق ضد أبناء القومية التركمانية في العراق انخرط صاري كهية ضمن ( مجموعة الرعد ) التي تحول اسمها فيما بعد الى ( مجموعة الفاتح ) وكانت واحدة من التنظيمات الطلابية السرية التركمانية التي كان يشرف عليها ألاستاذ عبد الكريم طاهر وكانت تتلقى التوجيهات من المناضل والقيادي التركماني الكبير الاستاذ الخطاط محمد عزت خطاط .

رياض صاري كهية رئيس حزب توركمن ايلي

وقد أدى اليمين أمام أعضاء المجموعة وتم قبوله كعنصر ضمنها عام 1972 وكان في الصف ألاخير من مرحلة الدراسة المتوسطة أنذاك .

وكان أهداف هذه المجموعة تتلخص بشكل رئيسي في تشجيع الطلبة التركمان على تعلم واتقان لغتهم ألام ( التركمانية الحديثة ) وعدم ألانخراط في حزب البعث الذي كان يحكم العراق في ذلك الوقت أو ألانخراط في ألاتحادات الطلابية التي كانت تابعة لذلك الحزب .

وفي العام 1975 قرر السفر الى الجمهورية التركية لأكمال دراسته الجامعية هناك ومكث في العاصمة التركية أنقرة لمدة عام واحد ثم تم قبوله في جامعة قره دنيز في كلية الهندسة قسم المكائن وكانت هذه الجامعة تقع في مدينة طرابزون التركية وخلال دراسته مع زملائه من الطلبة التركمان في تركيا في ذلك الوقت تواصلوا مع القائد التركماني

الرمز الشهيد الدكتور نجدت قوجاق كما واصلوا العمل النضالي وتواصلوا مع المناضل التركماني المعروف ألاستاذ صلاح أركيج
وأردال مرادلي أثناء مكوثهم في أنقرة في منطقة باخجالي ايولار
وبذلك تمكنوا من مد جسور التواصل بين التنظيمات الطلابية السرية التركمانية التي كانت متواجدة في العراق وزملائهم من الدارسين في تركيا .

وفي العام 1980 وبينما كان صاري كهية يستعد للعودة الى العراق بعد اكمال دراسته حيث كان في السنة ألاخيرة من دراسته الجامعية بلغه نبأ اعدام القيادات التركمانية ألاربعة ومن ضمنهم الشهيد الدكتور نجدت قوجاق من قبل النظام السابق في العراق فقرر هو وزملائه المكوث فيتركيا وعدم العودة الى العراق استنادا الى الخطر المحقق الذي كان سيواجههم حال عودتهم الى أرض الوطن وقرروا مواصلة مسيرة النضال التركماني من هناك .

وفي العام 1981 وبعد اكمال دراسته الجامعية و نيله شهادة الهندسة قرر ألانتقال من مدينة طرابزون الى العاصمة التركية أنقرة والعيش هناك حيث فتح هو وعدد من زملائه مكتبا خاصا للترجمة في مركز العاصمة وكانت تلك الفترة من الفترات الصعبة في تركيا بعد وقوع انقلاب الثاني عشر من أيلول الذي قام به الجيش هناك سنة 1980 وتم بموجبه الغاء الحياة السياسية في تركيا وأعلان حالة ألاحكام العرفية ونتيجة لهذا ألامر فلم يتمكن الناشطون السياسيون من التركمان من تأسيس أية جمعية أو حزب سياسي تركماني في تركيا في ذلك الوقت وأضطر صاري كهية وزملائه الى تحويل هذا المكتب بشكل غير علني الى مركز خاص للتركمان المتواجدين هناك حيث ساهموا في استحصال ألاقامة وايجاد فرص العمل للمواطنين التركمان العراقيين الذين كانوا قد لجأوا الى تركيا
هربا من ظلم وجور النظام السابق .

وخلال تلك ألاعوام تواصل صاري كهية مع التنظيم السياسي التركماني المعارض للنظام السابق والذي جرى اعلانه في العاصمة السورية دمشق والذي كان يقوده القيادي التركماني المعروف عز الدين قوجاوا وكان من أبرز اعضائه الدكتور أيدين بياتلي الذي كان يشغل منصب ممثل التنظيم في تركيا والسياسي التركماني المعروف حسن أوزمان الذي كان متواجدا في سوريا في ذلك الوقت .

ومارس صاري كهية مع زملائه التركمان المقيمين في تركيا النضال ضد النظام السابق استنادا الى الحدود التي كان يسمح لهم بالتحرك من خلالها وكان أبرز فعالياتهم تنظيم السفرات الترفيهية لأبناء الجالية التركمانية هناك وتنظيم حفلات ليالي كركوك في العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول واصدار التقاويم السنوية التي تلفت أنظار الرأي العام هناك الى الظلم والممارسات القمعية التي يتعرض لها التركمان في العراق .

وبعد اعلان الدستور المدني الجديد في تركيا في العام 1983 والذي أعاد نوعا ما من الحياة السياسية الى الوجود وبعد مرور سنة واحدة أي في العام 1984 وافقت السلطات هناك على منح صاري كهية ورفاقه اجازة فتح جمعية خاصة بالتركمان العراقيين وقد أطلق عليه اسم ( جمعية أتراك العراق ) وقد مارس صاري كهية العمل ضمن هذه الجمعية حتى العام 1989 وكان يترأسها في تلك الفترة المناضل التركماني المعروف أحمد
أحمد فخري ترزي أوغلو ( رحمه الله ) وشغل منصب سكرتاريته العامة المناضل التركماني المعروف ألاستاذ ماهر النقيب وكان صاري كهية يشغل منصب عضوية الهيئة التنفيذية في الجمعية الا أنه كان هو وعدد من زملائه يتولون بشكل فعلي ادارة أمور الجمعية وكان من أبرز نشاطاتهم في تلك الفترة فتح قنوات الحوار مع الحكومة التركية لتعريفها بالمظالم والمأسي التي يتعرض لها بني جلدتهم من التركمان في العراق اضافة الى تمكنهم من استحصال الموافقة على نزوح أعداد كبيرة من المواطنين التركمان ألايرانيين الى تركيا في ذلك الوقت .

وكان من أبرز السياسيين ألاتراك الذين تعامل معهم صاري كهية استنادا الى منصبه في هذه الجمعية عدد من رؤوساء الحكومات التركية السابقة
منهم سليمان دميرال ومسعود ييلماز ويلدريم أق بولوت حيث كان على تماس مباشر معهم فيما كل مايخص أوضاع اللاجئين التركمان الهاربين من جور النظام السابق من المقيمين في تركيا وأوضاع التركمان في العراق في عهد النظام السابق بشكل عام .

وقد كان لجمعية أتراك العراق دور كبير في تقديم الخدمات ألانسانية للاجئين من المواطنين التركمان الذين كانوا قد لجأو الى تركيا خلال حقبة الثمانينات من القرن الماضي حيث كانت الجمعية تتولى استحصال ألاقامة لهم في تركيا وتقديم طلبات لجوئهم الى الدول ألاوروبية الى مكتب ألامم المتحدة في تركيا اضافة الى أن أعداد غير قليلة منهم كانت تقيم في الجمعية حتى ايجاد مأوى لهم وكانت هذه الجمعية ( جمعية أتراك العراق

) هي صاحبة الفضل في ذيوع ثقافة انشاء الجمعيات ألانسانية بين اللاجئين التركمان بعد انتقالهم للعيش في الدول ألاوروبية بعد نيلهم حق اللجوء السياسي في هذه الدول .

ولليوم مازالت هذه الجمعيات المتواجدة في أوروبا وتركيا تمارس دورها الفاعل والمهم في تعريف الرأي العام العالمي بالقضية العادلة المشروعة للشعب التركماني في العراق .

والحق أن عمل المناضلين التركمان في خدمة القضية التركمانية كان يواجه صعوبات جمة في تركيا خلال فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي خلال عهد النظام السابق حيث كان يتم التضييق عليهم
والسماح لهم بممارسة نوع محدود من النشاط المعارض للنظام السابق في العراق ولم يتم تجاوز هذا ألامر الا بعد سقوط النظام في العام 2003
حيث انتقل أغلبهم الى العراق لممارسة العمل السياسي العلني ضمن العراق الديمقراطي الجديد .

وفي العام 1989 قرر صاري كهية وعدد من زملائه من العاملين في الجمعية ( جمعية أتراك العراق ) ألاستقالة منها بغية فسح المجال للكوادر التركمانية ألاخرى التي كانت متواجدة في تركيا للحلول محلهم بعد أن كثرت المطالبات لهم بفسح المجال أمام غيرهم لممارسة دورهم في خدمة القضية التركمانية .

وفي العام 1990 وبعد أن أعلن الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف سياسة البيروسترويكا ( ألانفتاح ) في ألاتحاد السوفياتي وما أعقبه من انهيار العديد من ألانظمة الشيوعية في دول أوروبا الشرقية وبعد أن بدأ النظام العراقي السابق وخاصة بعد سقوط الرئيس الروماني السابق تشاوسيسكو وانهيار النظام الشيوعي في ذلك البلد بدأ الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالترويج بأن العراق سيشهد مرحلة سياسية جديدة قائمة على مبدأ الشفافية والديمقراطية وبدأ ألاعلان عن نية نظامه باعداد دستور عراقي مدني جديد قرر صاري كهية وعدد من زملائه المناضلين التحرك لأعلان تشكيل سياسي تركماني ليواكب هذه المرحلة وكانت أغلب لقائاتهم ومناقشاتهم تتم في عيادة الدكتور أيدين بياتلي في العاصمة التركية أنقرة لعدم وجود مقر خاص بهم وكانت المناقشات تتمحور حول موضوع نية النظام العراق السابق في اعلان قانون ألاحزاب العراقية والسماح للأحزاب السياسية العراقية ألاخرى التي تخالفه في التوجه والرأي بالعمل بشكل علني في العراق وكان هاجس

صاري كهية وزملائه ألاخرين يتركز في كيفية مواجهة هذا الظرف في حال تم دعوة التركمان العراقيين للأنخراط في الحياة السياسية العراقية
مع بروزظاهرة عدم وجود أي حزب سياسي منظم يمثلهم سواء داخل العراق أو خارجه زمن هنا بدأت فكرة انشاء حزب سياسي تركماني تظهر الى الوجود بشكل جدي والحق أن صاري كهية ورفاقه واجهوا صعوبا جمة في كتابة النظام الداخلي لهذا الحزب والقضايا ألاخرى المتعلقة باعلان وجوده لأفتقادهم الى الخبرة في كيفية تشكيل ألاحزاب رغم خبرتهم السياسية الكبيرة الا أن السبب في ذلك كان يرجع الى عدم انخراطهم في ألاحزاب السياسية التركية وعملهم طوال السنوات التي قضوها في تركيا ضمن الجمعيات التركمانية ذات الطابع ألانساني التي كانت تتولى تقديم الخدمات ألانسانية للاجئين التركمان في تركيا وقد ساعدهم في هذا ألامر بشكل كبير الكاتب التركي المعروف أجار أوكان الذي ينحدر من أصول تركمانية عراقية حيث وضع لهم مسودة النظام الداخلي وقد تشكل هذا الحزب وكان على رأسه أربعة من الشخصيات السياسية التركمانية وهم كلا من الدكتور مظفر أرسلان الذي تقرر اعلانه سكرتيرا عاما للحزب ورياض صاري كهية وأيدين بياتلي وزياد كوبرلي الذين شغلوا منصب عضوية المكتب السياسي للحزب والذي أطلق عليه اسم ( الحزب الوطني التركماني العراقي ) وقد بادروا الى تقديم طلب للسلطات التركية للسماح لهم بممارسة النشاط السياسي ضمن ألاراضي التركية استنادا الى التطورات السياسية التي كانت جارية في العراق في ذلك الوقت لكن السلطات التركية لم تنظر الى ألامربشكل فاعل ولم تبادر الى تقديم الى الموافقة على اجازة عملهم أو تقديم أي دعم معنوي لهم الا أن غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت في صيف العام 1990 قلب ألامور في العراق رأسا على عقب وبادرت الدول المحيطة بالعراق بتغيير سياستها تجاه هذا البلد وكانت تركيا من ضمن هذه البلدان وشهدت تلك الفترة موافقة السلطات التركية على اجازة تأسيس هذا الحزب والسماح له بممارسة النشاط السياسي ضمن ألاراضي التركية ولكم من دون تقديم أي دعم أو مساندة معنوية له .

وخلال ذلك العام تزوج صاري كهية من كريمة المناضل والقيادي التركماني المعروف ألاستاذ محمد عزت خطاط الذي كان مقيما في العراق وفي مدينة كركوك تحديدا حيث انتقلت زوجته للعيش معه في تركيا .

ومن هنا بادر قادة الحزب الوطني التركماني العراقي بعد اعلان تأسيسه رسميا في ذلك العام الى جمع المئات من المواطنين التركمان من المقيمين في العاصمة التركية أنقرة في ميدان ( تان دوغان ) حيث أعلنوا شعبيا ورسميا ولادة ( الحزب الوطني التركماني العراقي ) في المنفى وتم افتتاح أول مقر له هناك حيث جرى تأثيثه بأثاث متواضع وبسيط الا أن السلطات التركية بدأت باعلان دعمها المعنوي لهذا الحزب في أواخر العام 1990 كما بدأ اهتمام الدول ألاقليمية بنشاطات الحزب وكان من أبرزها استقبال قيادته من قبل رئيس الجمهورية التركية في ذلك الوقت والعاهل السعودي الراحل الذي استقبلهم والتقى بهم مع عدد من أحزاب المعارضة العراقية ألاخرى اضافة الى استقبالهم من جانب الحكومة البريطانية كذلك كما رحبت حكومة الولايات المتحدة ألامريكية باعلان هذا الحزب باعتباره ممثلا للتركمان العراقيين .

وبعد أنتهاء أحداث ألانتفاضة الشعبانية وبسبب السياسة القمعية للنظام السابق واضطرار مئات ألالوف من المواطنين العراقيين الى اللجوء الى الحدود العراقية التركية هربا من جور وتعسف النظام العراقي السابق بادرت قيادة الحزب الى ألانتقال الى الحدود العراقية التركية حيث تواجدوا في المخيمات الخاصة باللاجئين التي أقيمت هناك ولاحظ صاري كهية أن السلطات العراقية لم تحرك الجيش العراقي لبسط سيطرته على كافة مناطق شمال العراق بل ظل قسم من هذه المنطقة خارج سيطرته وهنا قرر ألانتقال الى هذه المنطقة وفتح مقر للحزب هناك وفعلا اتفق مع أربعة من رفاقه على هذا ألامر وهم كلا من المناضل التركماني المعروف الحاج عابدين ( رحمه الله ) واتيلا بيرقدار وأحد ألاصدقاء من المقيمين حاليا في سويسرا والتقوا مع أمين عام ألاتحاد الوطني الكردستاني في ذلك الوقت ورئيس الجمهورية الحالي السيد جلال الطالباني الذي وافق على فتح مقر للحزب في هذه المنطقة التي كان حزبه يتواجد فيها وفي بداية شهر نيسان من العام 1991 انتقلوا بشكل فعلي الى شمال العراق وافتتحوا مقر الحزب رسميا هناك ليمارس عمله المعارض للنظام السابق
وكان المقر يقع في منطقة شقلاوه .

والحق أن صاري كهية ورفاقه واجهوا أياما صعبة هناك بسبب شحة ألامكانت المالية وعدم وجود من يدعمهم ماليا وكان هذا ألامر صعبا للغاية مع تزايد أعداد المواطنين التركمان من الذين بدأوا بالهروب من جور وظلم النظام السابق والجوء الى الحزب للأنخراط فيه وممارسة العمل النضالي من خلاله .

والحق أن عامي 1990 و1991 كانت من أصعب ألايام في حياة صاري كهية ورفاقه فهم قد تحملوا المسؤولية التاريخية بحمل أمانة شعب بأكمله
وهو الشعب التركماني في العراق وسط غياب من يدعمهم ويساندهم وكانوا لوحدهم في الساحة وكنتيجة لأنخراط صاري كهية في العمل السياسي فقد ابتعد صاري كهية بشكل كبيرعن التواصل مع عائلته المقيمة في العاصمة التركية أنقرة أو عائلته المقيمة في مدينة كركوك وخاصة بعد انتقاله لممارسة العمل النضالي انطلاقا من شمال العراق

ورغم كل هذه الظروف الصعبة فقد تمكن صاري كهية من افتتاح أذاعة الحزب الوطني التركماني العراقي التي كانت تبث موجاتها على الهواء من منطقة شقلاوة كما بادر القيادي التركماني الكبير الشهيد مصطفى كمال يايجلي الذي مارس العمل النضالي جنبا الى جنب مع صاري كهية من اصدار صحيفة ( دوغوش ) التي كانت تعد لسان حال الحزب الوطني التركماني العراقي .

وبعد اعلان منطقة الملاذ أمن في شمال العراق تمكن صاري كهية ورفيقه الشهيد مصطفى كمال يايجلي من تحقيق حلمهم الكبير بافتتاح عدد من المدارس التركمانية التي بدأت بالتدريس بلغتها ألام ( التركمانية الحديثة ) وجرى افتتاح هذه المدارس في مدينة أربيل وكفري وعدد أخر من المناطق التركمانية التي كانت تقع شمال خط العرض 36 التي كان محرما على النظام العراقي دخولها بموجب قرارات ألامم المتحدة .

وفي العم 1993 قرر صاري كهية ترك العمل في الحزب الوطني التركماني العراقي بعد أن لم يتم تلبية مطلبه بضرورة عقد مؤتمر عام للحزب حيث أن رفاقه ألاخرين عارضوا هذا ألامر باستثناء الشهيد مصطفى كمال يايجلي الذي لم يكن في ذلك الوقت ضمن صفوف الحزب
الوطني التركماني العراقي بل كان يمارس العمل النضالي ضمن ( جمعية أتراك العراق ) في العاصمة التركية أنقرة .

ولعل مايذكره التاريخ بكل فخر لصاري كهية أنه كان باستطاعته فرض رأيه واخراج من يخالفه في الرأي من صفوف الحزب الوطني التركماني العراقي الا أنه فضل التضحية وقرر ترك صفوف الحزب حفاظا على ديمومة مسيرة النضال التركماني وقرر في ذلك الوقت وكنتيجة لرد فعله على مالاقاه من جحود رفاقه عدم ألانخراط في الحياة السياسية التركمانية مجددا بل سعى لتأسيس مركز للدراسات واعداد الكوادر السياسية

التركمانية ليتمكن من ايصال الكوادر الشبابية التركمانية ودفعها ضمن مسيرة الحياة السياسية التركمانية الا أن هذه الفكرة ظلت حبرا على ورق بسبب عدم وجود ألامكانات المادية لأنشاء هذا المركز وفي العام
1994 قرر صاري كهية العودة الى الحياة السياسية التركمانية مجددا بعد تغير موقفه وقناعته وايمانه بضرورة مواصلة العمل النضالي والسياسي رغم كل العقبات فبادر الى تشكيل حزب ألاتحاد التركماني وجرى اعلانه رسميا في مدينة أربيل يوم السادس عشر من كانون الثاني
من العام 1994 وهو اليوم الذي يصادف ذكرى استشهاد القادة التركمان ألاربعة ( الزعيم عبد الله عبد الرحمن والدكتور نجدت قوجاق والدكتور رضا دميرجي وعادل شريف ) .

وقد شارك صاري كهية خلال وجوده ضمن صفوف الحزب الوطني التركماني العراقي في المؤتمرين العامين للحزب واللذان أقيما خلال عامي 1991 و1993 في العاصمة التركية أنقره وكان تحفظ صاري كهية حول عمل الحزب يتلخص في أن هذا الحزب الذي جرى تأسيسه في المنفى والذي يعد أول تشكيل سياسي تركماني سعى لأستقطاب الكوادر التركمانية المتواجدة في تركيا فقط وكان هؤلاء يشكلون هيئته القيادية ولم يتواجد ضمن لجنته المركزية سوى أثنان من الكوادر السياسية التركمانية التي اختارت العمل السياسي في داخل العراق وممارسة نشاطها السياسي ضمن منطقة الملاذ ألامن وبعبارة أوضح فان صاري كهية أعرب عن رفضه لفكرة تواجد أعضاء الهيئة القيادية للحزب في العاصمة التركية أنقرة وعدم تكليف أنفسهم بالمجيء وألاستقرار وممارسة العمل السياسي المعارض للنظام السابق انطلاقا من داخل العراق ضمن منطقة الملاذ ألامن وكان عضوا اللجنة المركزية اللذان قررا العمل ضمن صفوف هذا الحزب انطلاقا من داخل ألاراضي العراقية ضمن منطقة الملاذ ألامن هما كلا من المناضلين التركمانيين المعروفين صباح عزيز بكر ونجم الدين قصاب أوغلو وبعد انفصال صاري كهية عن الحزب الوطني التركماني العراقي في العام 1993 انخرط القيادي التركماني المعروف الشهيد مصطفى كمال يايجلي ضمن صفوف الحزب الوطني التركماني العراقي وقرر ألانتقال الى منطقة الملاذ ألامن في شمال العراق وممارسة العمل السياسي المعارض للنظام السابق انطلاقا من هناك .

وقد شارك صاري كهية خلال تواجده ضمن صفوف الحزب الوطني التركماني العراقي في أعمال المؤتمر الوطني العراقي ( INC)
الذي أنعقد في شمال العراق في أواخر العام 1992 .

وقد كان أغلب كوادر حزب ألاتحاد التركماني الذي شكله صاري كهية في العام 1994 من المواطنين التركمان من أبناء مدينة أربيل وكان لهذا الحزب ( حزب ألاتحاد التركماني ) دور كبير ومهم في استقطاب المواطنين التركمان من أبناء مدينة أربيل للأنخراط في الحياة السياسية وممارسة العمل النضالي المعارض للنظام السابق واستمر صاري كهية في رئاسته لهذا الحزب خلال السنوات اللاحقة .

وفي العام 1995 شارك في تأسيس الجبهة التركمانية العراقية وكان أحد أعضاء لجنتها التنفيذية والتي كانت تتألف من أربعة شخصيات وكان مختصا بشؤون العلاقات الداخلية والخارجية للجبهة مع ممارسته لمسؤولياته في رئاسة حزب ألاتحاد التركماني حتى العام 1998 حيث منعته الحكومة المحلية القائمة في شمال العراق من ممارسة العمل السياسي بشكل غير علني وبدأت بممارسة التضييق السياسي عليه ألامر الذي اضطره لترك شمال العراق وألاستقرار في العاصمة التركية أنقره

وبعد سقوط النظام السابق في التاسع من نيسان من العام 2003
عاد صاري كهية الى أرض الوطن واستقر في مسقط رأسه ومدينته كركوك بعد فراق دام مدة مدة ثمانية وعشرون عاما وبدأ بممارسة العمل السياسي العلني وشارك في كافة المؤتمرات التركمانية التي نظمت منذ ذلك التاريخ الا أنه لم يرشح نفسه لأي منصب قيادي ضمن صفوف الجبهة التركمانية العراقية بل اكتفى بحضورها بصفته الحزبية كرئيس لحزب توركمن ايلي حيث شارك فيها كمندوب عن حزبه مع رفاقه ألاخرين من أعضاء الحزب .

وفي العام 2005 شارك في ألانتخابات العامة التي أقيمت في البلاد مرشحا لعضوية الجمعية الوطنية العراقية عن قائمة جبهة تركمان العراق
ونال عضوية الجمعية الوطنية العراقية وكان لهد دور مهم في فتح قنوات الحوار بين قائمة جبهة تركمان العراق وألائتلاف العراقي الموحد الذي كان يعد واحدا من أكبر الكتل السياسية ضمن البرلمان العراقي السابق وخلال وجوده في الجمعية الوطنية العراقية العراقية السابقة تم اختياره كممثل عن التركمان في عضوية لجنة صياغة الدستور العراقي

وكان له دور مهم في تثبيت حقوق التركمان وألاعتراف بهم كاحدى المكونات الرئيسية في العراق ضمن بنود الدستور العراقي كما يسجل له التاريخ أنه كان أحد المتحفظين على نص المادة ( 140 ) من الدستور العراقي خلال عضويته للجنة .

زر الذهاب إلى الأعلى